بناء شخصية و مهارات لاعبي الفئات السنية وفهمهم لأسس اللعبة يعتمد على أهمية وجود مدرب كرة قدم جيد و متعلم يمتلك مهارات تدريبية و تربوية خاصة.
كرة القدم مليئة بالمواقف و بالبهجة و التحديات التي لا تُنسى. كل يوم ملايين الأطفال و اليافعين يتدربون ويلعبون في ملاعب العالم من أجل تحقيق أهدافهم. هذه تٌعتبر ميزة قوية تتمتع بها لعبة كرة القدم وتجعلها الرياضة الأولى في العالم من حيث عدد اللاعبين و اللاعبات و قيمة الاستثمارات و المتابعة الجماهيرية.
ولكن لم تكن لتصبح كرة القدم بهذا الحجم و الموقع المهمان لولا وجود مدربين جيدين في الفئات السنية قادرين على استقطاب عدد كبير من الأطفال لممارسة لعبة كرة القدم. في الحقيقة هذا ما أسميه حجر الأساس لبناء أي لعبة, أي أن تستطيع كمدرب بأساليبك التربوية و شخصيتك المميزة كسب حب الطفل للعبة كرة القدم.
لماذا يجب أن يكون المدرب كفؤ و جيد؟
الأطفال في المراحل السنية غالباً ما يحاولون ممارسة وتجربة عدة ألعاب رياضية إلى حين أن يستقروا في اللعبة التي أعطتهم الشعور بالأمان و المرح و الاحترام. لذلك يحتاج لاعبي الفئات السنية إلى مدربين يتمتعون بالمعرفة والمسؤولية إذا أردنا بناء دوريات و منتخبات قوية في كل البلدان. مدربين يمكنهم إلهام جميع اللاعبين الشباب على ممارسة كرة القدم مدى الحياة.
كرة القدم للأطفال والشباب مقسمة إلى كرة القدم للأطفال 6-12 سنة وكرة القدم للشباب 13-19 سنة. حيث ترحب جميع الاتحادات الوطنية لكرة القدم في العالم بمشاركة جميع الأطفال من الجنسين, لذلك يجب أن يكون لديها نشاطات في جميع أنحاء البلاد لتسهيل وصول الأطفال إليها.
ولكن أهمية و فوائد هذه النشاطات تنطلق في المقام الأول من تعيين كوادر تدريبية ذوو تعليم جيد يتمتعون بمسؤولية كافية يشرفون على تدريب الأطفال للوصول لأفضل مستوى في اتقان المهارات الكروية و تنفيذ الخطط التكتيكية.
وهذا يعني أن لأطفالنا وشبابنا الحق في الحصول على إرشادات جيدة ورعاية في كرة القدم حيث يتم احترامهم ومعاملتهم بأفضل طريقة بناءً على ظروفهم واحتياجاتهم الخاصة.
حقوق الطفل مركز دورات تعليم المدربين
يجب أن تكون مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل هي نقطة انطلاق ترتكز عليها كل الاتحادات في دورات تعليم و تخريج المدربين وخاصة في دورة التدريب C التي تختص في تعليم كرة القدم للأطفال من سن 6 إلى 12 عاماً.
يجب أن تتمحور دورة التدريب C التي تشرف عليها جميع اتحادات كرة القدم القارية حول كيفية تعلم المدرب كيف يبدو التطور البدني والعقلي والاجتماعي للأطفال وما هو مهم و ما يجب مراعاته في التدريب. مع الإشارة إلى أن هذه العملية التعليمية يجب أن يتم تطبيقها بعد ذلك من قبل المدربين على لاعبيهم بغض النظر عن اللون و الجنس و الهوية و الاعتقاد الديني و الفروقات بين العمر الزمني و البيولوجي.
يجب أن يحصل المدرب أيضاً على أساس متين للوقوف على معرفة اللعبة نفسها وكيفية تنظيم جلسات تدريبية مدروسة وممتعة وبسيطة. وبالتالي تعلُم كيفية تحفيز الأطفال والشباب وكيفية التواصل معهم بشكل أفضل وقيادتهم في التدريبات.
خلق جو آمن و ثقة متبادلة في التدريب
مدرب كرة القدم في الفئات السنية يجب أن يكون لديه معرفة كافية عن كيفية خلق جو دافئ وآمن حيث يكون كل لاعب على حدة في المركز والجميع متساوون في الأهمية. كما يجب أن يكون المدرب لديه شخصية تجعله قادراً على الشعور بالراحة والأمان عندما يقابل لاعبيه أثناء التدريب تساعده على خلق ثقة متبادلة بينه و بين اللاعبين.
وهذا يعني أن مدرب الفئات السنية يجب أن يتمتع بالقدرة على الاستماع والمناقشة والمشاركة في اللحظات التي تكون فيها وجهات نظره مهمة بغض النظر عن خبرته كمدرب أو تجربته السابقة كلاعب إن وُجِدَت.
فالهدف هو أن يُطور اللاعبون قدراتهم التقنية و التكتيكية وثقتهم بأنفسهم في الملعب و يكونوا قادرين على مواجهة كل التحديات من مرحلة فئة البراعم حتى الوصول إلى مرحلة الاحتراف.
كل ذلك يجب أن يحدث بغض النظر عن المواد التعليمية التي يتم إتباعها من قبل جميع المدربين الذين يشرفون عليهم خلال مسيرتهم الكروية.
في النهاية نستخلص أن صفات المدرب وجهوده المبذولة مهمة جداً للاعبي الفئات السنية. أي أن بناء شخصية ومهارات اللاعبين وفهمهم لأُسس كرة القدم يعتمد على تواجد مدربين جيدين و متعلمين يمتلكون مهارات خاصة. هذه المهارات يجب أن تكون متبلورة بأساليب تربوية مبنية في المقام على الاحترام و مبدأ حقوق الطفل. فالأمر بمفهومه يبدأ من قدرة المدرب على زرع الشعور بالأمان و الثقة عند الأطفال و إلهامهم بالشكل الصحيح لمتابعة ممارسة كرة القدم وصولاً إلى تعليمهم تقنيات و مهارات اللعبة و القدرة على مواجهة التحديات المختلفة و تخطيها.
تنويه هام جداً
حقوق الملكية الفكرية و الطباعة و النشر محفوظة للكاتب و موقع Footballcoachmaster.com. لا يُسمح بنسخ نص المقال أو إعادة صياغته كتابياً أو شفهياً و نشره دون ذكر اسم الكاتب و المصدر و رابط المقال وأي مخالفة تحدث تُعرض صاحبها للملاحقة القانونية “سياسية الخصوصية“. في المقابل يسُرنا أن تكون أحد الأشخاص المساهمين بنشر المعرفة العلمية من خلال مشاركة المقال مباشرة بالضغط على إحدى أيقونات وسائل التواصل الاجتماعي في الأسفل.
